حين تمرضين أمرض مثلك
وأتألم لآلامك ,
ولا تتصورين مدى ألمي
حين ُأجريت لك مؤخرا عملية جراحية ..
لقد تألمت كثيرا
وعاتبتك في نفسي كثيرا ,
لأنك تجهدين نفسك
أو بالأحرى جسدك الرشيق
أكثر من اللازم
وأنا لا أتحمل إجهادك .
أعلم أن لك شخصية طموحة ,
وإرادة صلبة ,
وآمالا كبارا ,
ونفسا أبية ,
وروحا وثابة نقية ,
وينطبق عليك قول المتنبي :
وإذا كانت النفـوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
ولكن ما ذنبي أنا يا سيدتي القديرة ؟!
هل تريدين تعذيبي ؟! ..
أم أعجبتك مغامرتي
في سبيل الوصول إلى سريرك الأبيض
فتريدين مني أن أكرر المغامرة ؟! ..
ويعلم الله أن بي من الآلام مثل ما بك , بل أكثر ..
وإن بقلبي من تباريح الهوى أضعاف ما بقلبك ..
وإن كنتِ ملتاعة مرة فإني ملتاع ألف مرة ! .
وهكذا يفعل الحب العنيد ..
وهكذا يفعل البعد القاسي ..
أستحلفك بالله
أن تترفقي بقنينة نفسك الكبيرة ,
فلا ترهقيها لدرجة الإتلاف
والاحتياج إلى عملية جراحية ,
فإن لنفسك عليك حقا ,
ولي عليك حق أيضا .
أرجوك
أن تلتزمي بتعليمات الطبيب ,
وأن ترتاحي تماما ,
لأرتاح أنا أيضا ,
ففي راحتك راحتي ,
وفي شفاؤك شفائي ,
و هاأنا أشد على يديك
وأدعو لك بالشفاء العاجل
سلمتِ لي وعوفيتِ