أخيرا , عدِّتِ
أيتها الغالية الحبيبة
أخيرا , أكتب رسالة
من على صفحة صدرك
فتقرئيها وأنت بين أحضاني
وحين تتعب أناملي
ستكملين أنت الكتابة
على صدري
بمداد من قلبي
الذي عاد بعودتك
في غيابك ..
كنت مجبورا من ناحيتين
الأولى لكسر في أناملي
وقد تولاه الطبيب
الثانية لكسر في قلبي
وقد تولاه حضورك الحبيب
هل لاحظتِ ؟! ..
حين تبتعدين عني
تتعرض أطرافي اليسرى للكسر
قدمي اليسرى في غيابك الأول
يدي اليسرى في غيابك الأخير
لماذا اليسار رغم أن القلب فيه ؟!
هل لأن قلبي
لم يعد يسكن جنبي ؟!
أم لأنه ينزف دما كلما ترحلين ؟!
هيا خذي القلم
واكتبي من دماء فؤادي
أني أحببك بطول المسافات
أني فقدتك فنزفت الجراحات
وأني مستعد ثانية للنزيف
أفدي دمي جسدك العفيف
قرأت البارحة
عن طفلة تشكو قلبها
تحتاج إلى فصيلة دم نادرة
فتذكرت طفولتك معي
تمنيت أن أهبها دمي
لولا اختلاف الفصيلات
حين فقدتك , يا غالية
نسيت أن أهتم بنفسي
سهرت طويلا
دخنت كثيرا
لكني لم أشرب سوى خمرة ذكراك
نسيت أن أتعطر ,
أن أتجمل ,
أن أهتم بعقلي وروحي وجسدي
واليوم ,
حين عدتِ , نسيت كل عذابي
نسيت أني رقدت شهرًا كاملا
نسيت أن سمائي لم تمطر سوى الجفاف
نسيت عجزي وآلامي ووجومي
وأفكاري السوداء
نسيت أنك لم تسألي ولم ترسلي شيئا
إلا أخيرا ..
خلعت الجبيرة ثانية عندما صافحتك
وخلعت الدنيا كلها حينما عانقتك
وكيف أذكر شيئا وأنت بين أحضاني