وطلبت المناصب، ثم نظرت
فإذا المناصب تكليف لا تشريف، وإذا هي
مشقة وتعب لا لذّة وطرب، وإذا الموظف أسير
مقيِّد بقيود الذهب، وإذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر
من الفرح بحلاوة السلطان، وإذا مرارة العزل أو الإعفاء من الولاية
أكبر من حلاوة التولية. ورأيت أني مع ذلك كله قد اشتهيت في عمري وظيفة واحدة، سعيت لها وتحرّقت شوقاً إليها… هي أن أكون معلماً في المدرسة الأولية في قرية حرستا( ) وكان ذلك من أكثر من ثلاثين سنة، فلم أنلها فما اشتهيت بعدها غيرها