أيها الراحل عذراً في عتابي!!
أبو مهند القمري
تركتنا لأهوائك!!
لم تفكر لحظةً في حجم الدمار الذي يمكنك إلحاقه بنا!!
لن نسامحك أمام الله على ما اقترفت في حقنا . . وقد كنت تستطيع ألا
تفعل!!
كم تهاونت واستهنت!! . . وكم سوفت وسوفت!!
مضى بك قطار العمر سريعاً، وأنت بين الأماني والأمنيات!!
تركت الباب مفتوحاً أمام كل خطر يداهمنا . . بل لم تفكر أصلاً في وصده!!
عشت بين أقرانك بمظهر الحسن . . في حين حملت بين جنبيك قلب
الذئاب في خلواتك!!
لِمَ خنت الأمانة ولم تفكر في أن الله مطلعٌ عليك في تلك الخلوات؟!
لم بعتنا بأبخس الأثمان ونحن منك وبك؟!
لمذا جعلت الله أهون الناظرين إليك؟!
كيف يمكننا كشف هذه الغمة التي ابتلعتنا بين أهوالها في أحشاء تلك
الظلمة؟!
كيف سيمكننا الوقوف بين يدي الله للسؤال عند البعث؛ وقد بلغت غضبته
قمة الذروة!!
ماذا سنفعل حين يأمرنا الله بالشهادة على غفلاتك، وما اقترفت في غمرة
الشهوة؟! هل بإمكانك أن تجيب عنَّا؟!
أواه رباه أواه . . فأنَّا له أن يفعل!!
فيا عين ابكِ علينا . . ولتذرفِ الدمع
إنها لحظة عتاب من أعضاء جسدك أيها الراحل غداً
فهلا أعددت لها الجواب بالتوبة اليوم ؟