فَصَاحَتهُمْ ...أنْقَذتْهُمْ...!!!
مما يروى عن الحجّاج بن يوسف الثقفي أنه لمّا تولى شؤون العراق...أمر مرؤوسه أن يطوف بالليل، فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه... فطاف ليلة فوجد ثلاثةفتيان فأحاط بهم وسألهم: من أنتم، حتى خالفتم أوامرالحجاج؟
فعرّف كل واحد منهم عن نفسه ...
فقال الأول:
أنا ابن الذي دانت الرقاب له *** ما بين مخـزومهاوهاشــمها
تأتي إليه الرقـاب صاغــرة *** يأخذ من مـــالها ومن دمها
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب الأمير
وقال الثاني :
أنا ابن الـذي لا ينزل الدهر قدره *** وإن نزلت يـــوماً فـسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضـوء ناره *** فمنهم قيام حولـــهاوقــعـود
فتأخر عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب
وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه *** وقوّمها بالســــيف حتىاستقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــهما *** إذا الخيل في يوم الكـــريهةولّت
فترك قتله وقال: لعله من شجعان العرب
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم
،فإذا الأول :ابن حجّام(من يداوي الناس بالحجامة)
والثاني: ابن فوّال
والثالث: ابن حائك
فتعجب الحجّاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه: علّموا أولادكم الأدب،فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم ثم أطلقهموأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدبـا *** يغنيـــك محـمـوده عن النسب
إن الفتى من يقـول هـا أنـذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي.\\
راقت لي ..^^
جدااافصَاحَتهُمْ ...أنْقَذتْهُمْ...!!!