عبارة " معذور فهو مراهق " تخطت كل الحدود وتجاوزت الاعذار لتصبح أقبح من الذنب الذي تغفره المراهقة
بداية , سؤال يطرح نفسه من روّج لفترة المراهقة وعدها مرحلة كلّ فرد يمر بها بغض النظر ما اذا كانت تحمل تكوين مثالي للفرد وتعدّه شخصا فاعلا في مجتمعه ؟!
لفت نظر : لم أسمع أحاديث متناقلة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذكر فيها لفظ المراهقة ..
إنّه مفهوم غربي بحت , فالمسلم لا يراهق , الاسلام أعطى المرء التقاليد الاسلامية ليقتضي بها الكائن البشري من ربيع عمره , ولكن المفاهيم دائما نستوردها كأننا آلات حديدية تتلقّى أوامر ليس إلا
فأصبح مفهومنا لتلك المرحلة أنّها مرحلة اضطرابات يجرب بها الفرد كافة الأشياء التي تدفعه إليه فضوله , مرحلة " الطيش " والفوضى ..
الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم , حثّ على التربية السليمة , ولم يعالج السلوكيات المنحرفة على أساس أنها طبيعية تنتج من مراهق !!
إنه كان يعرف بحساسية عمر الانسان في هذا الطور من النمو فقال :"علموا أولادكم الصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".
وعليه فإنه قدّم أسس التربية الاسلامية الفاضلة ..
وحدهم الغرب من يفسّر همجية شبابهم و فوضى القيم و انحلال مجتمعاتهم بـ " تجربة المراهقين "
فنجد الزنا, والنظر المحرّم , والكلام السوقي البذيء والرديء , كلّها تحت مسمى واحد هو الاطلاع و الفضول المفرط !!
إن هذا المفهوم انطلق من وجهة نظر أجدها تافهة نوعا ما , فبإعتقادهم أن الانسان لا يتعلم إلا اذا جرّب بنفسه !! ولكن أين عقولهم؟
يا أخواني هناك تجارب قد تخسرنا قيمنا من المرة الأولى ..
لنترك لهم مراهقتهم وننصرف إلى تعاليم ديننا , ليعاقب ويحاسب "الناشئون " أي من هم مراهقين بالمعنى المستورد , على أفعالهم , ولا نقدّم لهم عذر سخيف على طبق من فضة !
أخيرا وليس آخرا .. دعوة إلى أن نطالع بديننا لنجد كم هو كافياً ويشمل و يعتني بكل جوانب حياتنا , خيرا من أن ننتظر شحنة استيراد مفاهيم غربية منحلّة , هدفها المستتر هو القضاء على قيمنا وتقافتنا ..
دمتم سالمين " المراهقة " أقبح