مما لا شك فيه أن حياتنا أغلى ما وهبنا الله ولذلك فإنها تستوجب الشكر آناء الليل وأطراف النهار
ومن قصر فإنما قصر من حياته جزءا.
أحبتى فى الله
كلنا نوهب الحياة ..ولكن من منا أهتم بحياة قلبه ، من منا سعى ليكون قلبه حياً بحب الله وذكره
ألم نسمع قول النبى صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6407
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
هل لازال لدينا شك أن الحياة هنا هى حياة القلوب
نعم هى كذلك فكلنا نحيا ونأكل ونشرب ونلهو ولكن ......
هذه الحياة نشترك فيها جميعا المؤمن والكافر الإنسان والحيوان
ولكن حياة القلوب نتميز بها نحن المؤمنون عن سائر خلق الله
إن موت القلوب هو الموت الحقيقي
وإن من مات وغفل وعمي قلبه وانشغل بغير ذكر الله فقد هلك والعياذ بالله بقوله تعالى:
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج 46.
قال ابن القيم : ( إن الغافل بينه وبين الله عزوجل وحشة لا تزول إلا بالذكر ولنعلم أن أفضل الذكر الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول الله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل).
أحبتى فى الله:
إن الغفلة طريق ذو شرور ... إذا سلكه سالك حتى نهايته ، أوصله إلى النار
وليكن طريقنا بعيد عن هذا فلنذكر أسباب الغفلة عن ذكر الله :
*أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وباسمائه وصفاته
*المعاصي تصد عن الطاعات ، وخاصة إذا كثرت مع الإصراروعدم الاستغفار ، فإن ذلك من أسباب الغفلة
* طول الأمل شغل الكثيرين عن تذكر الموت والقبر والحساب ! فترى صاحب الأمل يمني نفسه بالأماني العريضة كأنه سيخلد في الدنيا !!
قال الحسن البصري رحمه الله : ( ما أطال العبد الأمل إلا أساء العمل )
*الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها
ومن علامات حب الدنيا حب المعصية وإلفها وهي من الشيطان أيضا
ما بالنا نتعامى عن مصائرنا --- فننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
اين الملوك وابناء الملوك ومن --- كانت تخر له الاذقان إذعانا
***********
وفي الجهل قبل الموت موت لاهله --- واجسامهم قبل القبور قبور
وارواحهم في وحشة من جسومهم --- فليس لهم حتى النشور نشور
ولتحذر أخى المسلم من الغرور..أقرأ معى.......
من ادعى ثلاثة ولم يتطهر من ثلاثة فهو مغرور :
اولها : من ادعى حلاوة ذكر الله وهو يحب الدنيا.
وثانيهما : من ادعى محبة الاخلاص في العمل ويحب تعظيم الناس له.
وثالثهما : من ادعى محبة خالقه من غير اسقاط نفسه.
ورُوى أن سليمان بن داود عليهما السلام مر في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وشماله
فمر بعابد من بني اسرائيل فقال : والله يا ابن داود آتاك الله ملكا عظيما
فسمع سليمان وقال : لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما اعطى ابن داود فان ما اعطى ابن داود يذهب والتسبيحة تبقى)
فحب الدنيا رأس كل خطيئة كما في الحكمة المشهورة والغفلة هي ثمرة حب الدنيا قال تعالى: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) الروم 7.
ولقد حذر منها النبي صلى الله علية وسلم فقال ( احذروا الدنيا فأنها حلوة خضرة )
الراوي: مصعب بن سعد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 192
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ولقد خشي النبي علينا منها فقال صلى الله عليه وسلم: ( أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على الذين من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )
الراوي: عمرو بن عوف المزني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3246
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ولا تفرح أذا أعطاك الله من الدنيا وأنت مقيم على معصيته فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) )الأنعام 44.
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 413
خلاصة حكم المحدث: إسناده قوي.
ولتعلم أن الدنيا كلها عندك ولكن أنت لا تشعر فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
الراوي: عبدالله بن محصن المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/45
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
* عدم التدبر والتفكير في آيات الله الكونية التي تدل على عظمة الخالق وقهره وسلطانه النافذ
* الغفلة عن التأمل والاعتبار في سنن الله الجارية في خلقه التي بينها الله عز وجل في كتابه.
* نسيان الآخرة والغفلة عن أحوالها وأهوالها
* الغفلة عن الموت وتناسيه
* الغفلة عن البعث الرهيب والحساب الدقيق
* الغفلة عن النار وحرها
* الغفلة عن الثواب والجنة
* الانصراف عن كتاب الله قولاً وعملاً، وما أكثر الذين يعيشون هذا الحال، بل وحتى من الملتزمين وللأسف
* قسوة القلب، وهذا ناشئ عن ضعف الإيمان،
* العجب والغرور، فبعض الناس يحدثك دائماً أنه بخير وصاحب عقيدة، يشيد بحسناته ويزكى نفسه، ويتناسى سيئاته وعثراته
* طلب العيش، فهذا يكون أحياناً مبالغ فيه من بعض الناس، فتجده يعبد المال وتراه كل شيء في حياته، وحينما تحدثه يقول أنا في عبادة.. نقول نعم صحيح ولكن بالقدر الذي لا يخل معه بشيء آخر.
الوسائل المعينة على الذكر
ـ المحافظة على الصلوات الخمس جماعة، وأكاد أقسم أنها كافية عن غيرها لمن أراد الإصلاح حسبنا من ذلك أن العبد كما أخبر رسول الله يكون في كنف وحفظ الله تعالى.
ـ المبادرة إلى عموم الصالحات حتى ولو كانت يسيرة، حتى تعالج ما في النفوس من أمراض وعلل و الاكثار من الطاعات لان الطاعة تقرب من الله تعالى كما أن المعصية تبعد عن الله تعالى .
ـ العودة للقرآن الكريم قولاً وعملاً، بأن يضع الإنسان في برنامجه اليومي نصيب له، فإن لم يكن فأسبوعي أو شهري فهو خير من هجره البتة كما هو حاصل.
-سماع الأشرطة النافعة، وقراءة الكتب الدينية ففيها من دلائل الخير الكثير، علمه من أطلع عليه وجهله من غفل عنه.
ـ القراءة في سير السلف الصالح، ففيها الكثير من العبر التي تزهد العبد في الدنيا، وحسبنا بالموت واعظاً قبل ذلك. وأخيراً نقول: إن الغفلة قد تركت علامات ودلالات فيمن حولنا وفي الأمم السابقة قبلنا من زلازل ومحن وابتلاءات فماذا عسى أن ينتظر الغافلون،
يقول الحسن رحمه الله «هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم» وتلك عقبى الظالمين،
- حضور القلب عند الذكر
-استشعار عظمة الله عند الذكر .
-عدم الأهمال فيما اعتدت عليه من ذكر كأذكار الصباح والمساء وغيرها
ـ الصحبة الصالحة، ففي برنامج الكثير من الناس أنه يبدأ يومه بالعمل (الصلاة) ثم يعود ويرتاح ثم يخرج للزملاء أو الأسواق أو الاستراحات... الخ. كل يوم من عشرات السنين وهو كذلك ولا نية للتغير أبداً، بأن يحضر محاضرة أو يقرأ كتاب أو يجالس الصالحين ومن هذا حالة.. كيف يرجى منه صلاحاً، وهذه النوعية هي التي تزكي نفسها دائماً.
-اللجوء إلى الله والتضرع إليه حال السجود. بأن يثبتك الله على دينه . ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم دائماً يقول في حال الحيرة :[ يا مقلبَ القلوب ثبت قلبي على طاعتك ] فطلب الثبات مطلب هام.
- المداومة على الذكر على كل حال كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا يزال لسانُك رطباً بذكر الله ) الحديث.
الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 1/425
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد.
-الصدقة في السر لها ثمار يانعة لا يحسها إلا من جربها
كل هذه الأعمال بإذن الله تجعلك قريباً من رأيك . وإياك والابتعاد بعيداً عن هذه الأمور.
ولا تُشغِّل نفسك بالملهيات التي تملأ الذاكرة بما لا يفيد . فتمنعك عن المداومة على طاعة الله ...
فضل الذكر
ولنذكر فضائل ذكر الله بما فتح الله علينا
قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: ( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ).
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.
و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
*ذكر الله للذاكر له:
قال الله تعالى "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ " البقرة 152.
*الطمئنينة :
وقال تعالى "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "الرعد 28.
*المغفرة والأجر العظيم: وقال تعالى "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا "الأحزاب 35.
*أفضل الأعمال وأقربها إلى الله :
وقد أخرج الطبراني وغيره من حديث معاذ بن جبل قال آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت له: أي الأعمال أحب إلى الله، قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله"
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/326
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
تخفيف الأثقال يوم القيامة: وعن أبى هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله، قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2676
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وفى رواية أحمد"...قالوا وما المفردون؟ قال: الذين يهترون في ذكر الله".
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/127
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
وفى رواية الترمذي "...وما المفردون؟ قال المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا" الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3596
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
* أنه خير من الدعاء مع عظم شأن الدعاء:
فعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.
الراوي: - المحدث: الزيلعي - المصدر: تخريج الكشاف - الصفحة أو الرقم: 3/220
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
*أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان
*أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
* أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات
.
*أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
* أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة
* أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.