تعيد الأزمة الحالية بين مصر والسعودية إلى الأذهان تاريخ التوترات بين البلدين والشد والجذب على مر التاريخ، حيث اعتبرت وكالة الأسشيوتدبرس، أن هذا الصدع الدبلوماسى بين أكبر قوتين فى المنطقة يعد الأسوأ منذ عام 1979.
وأشارت إلى أن أحداث 1979 التى بدأت حينما قطعت الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بعد توقيعها لـ"اتفاق سلام مع إسرائيل"، وتمت إعادة العلاقات عام 1987، فيما وصف مصطفى الفقى، المفكر السياسى، العلاقة بين البلدين بأنها حساسة، ومرت بالكثير من مراحل التوتر إلى أن هدأت خلال الفترة الماضية إلى حد ما، لافتا إلى أنه يجب المحافظة على ذلك.
وكانت بداية هذه التوترات فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر، بسبب الخلاف الذى حدث نتيجة حرب اليمن، فى 26 سبتمبر 1962 أرسل الرئيس عبد الناصر، القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التى قامت على غرار الثورة المصرية، وأيدت السعودية الإمام اليمنى المخلوع، خوفا من امتداد الثورة إليها، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، إلى أن انتهت بالصلح بين ناصر والملك فيصل فى مؤتمر الخرطوم، بعد نكسة 76 عندما ساهمت السعودية لنقل الجيش المصرى من اليمن.
واستمرت فيما بعد العلاقات المستقرة بين البلدين خلال عهد عبد الناصر، وفى بداية عهد الرئيس أنور السادات، وصلت العلاقات إلى أبهى صورها خاصة بعد الدور الذى قامت به السعودية، خلال حرب أكتوبر، إلا أنه فيما بعد جاءت اتفاقية كامب ديفيد لتعصف بهذا الاستقرار بين البلدين، حيث قررت السعودية فى 23 / 4 / 79 قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر.
وجاء فى قرار مجلس الوزراء السعودى، أنه نظرا لأن حكومة مصر العربية، قد قبلت وعزمت على تبادل التمثيل الدبلوماسى مع العدو الصهيونى، وبدأت فى إنشاء علاقات طبيعية معه دون مراعاة الحد الأدنى من المطالب التى تتطلع الأمة العربية من خلالها إلى تحقيق السلام العادل والشامل، فإن المملكة السعودية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع جمهورية مصر العربية.
فى المقابل شن الرئيس أنور السادات، هجوما على حكام السعودية، مؤكدا أن موقف السعودية من حملة قطع العلاقات يعود إلى الاحتجاج على أمريكا، لأنها تخلت عن شاه إيران ويمكن أن تتخلى عنهم، وإثبات زعامة لا يستطيعون تحمل مسؤولياتها أمام العالم العربى.