أبو الفداء إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك المؤيد، صاحب حماة. (672 - 732 هـ / 1273 - 1331 م)
أبو الفداء، ملك أو صاحب حماة في سوريا الملك العالم كما يطلق عليه، الأديب الشاعر، السياسي المحنّك، الشجاع المجاهد، الذي استطاع بحنكته وصبره ودرايته وشجاعته، أن ينتزع الفريسة من فم الأسد، فقد رأينا كيف استطاع أن يستعيد ملك حماة، وأن يستعيد ملك حماة، وأن يعيد المملكة الأيوبية إليها بعد أن أُبعدت عنها اثنتي عشرة سنة، وأن يخرج منها عاملها (أُسُنْدمُر) مُرغماً
كان المماليك قد قضوا على الدولة الأيوبية في مصر في سنة 648هـ، وقضوا عليها في الشام في سنة 658هـ، وأصبح سلطان مصر و الشام من المماليك، وكان يرسل مَنْ حوله، من أمراء المماليك نواباً عنه إلى مدن الشام ك دمشق وحماة وحمص وحلب والساحل.
وكانت حماة مطمحَ أنظار هؤلاء الأمراء نظراً لتوسطها بين بلاد الشام ولتقدمها العمراني والعلمي والاقتصادي بفضل الملوك الذين تعاقبوا عليها من آل أيوب، وقد رأينا كيف أنّ (أسندُمُر) قد رفض أن ينتقل منها إلى نيابة الساحل مع أنّ بالساحل مدناً عامرة كثيرة اللاذقية وطرطوس وبيروت وطرابلس وغيرها، كما أنه لم ينتقل منها إلى نيابة حلب إلاّ مُرغماً.