الغيرة شعور اساسي في جميع البشر، فهي ليست حصرا على النساء، بل توجد في جميع الفئات العمرية والاجناس. وفي احيان كثيرة، نجد اننا نفسر تصرف شخص ما على انه ناتج من شعوره بالغيرة، لكوننا نعرف أنها من المشاعر الاساسية التي تتولد عند البعض، ونتقبلها بل نتوقعها. لكن ليس من الحكمة بالنسبة للشخص ان تتملكه صفة الغيرة، فيصبح انسانا غيورا من شخص آخر او كل الاشخاص، قد يكون من ضمنهم الاخوة والاصدقاء والاقرباء.
بحسب علماء النفس، غالبا ما يرجع سبب اتسام شخص ما بالغيرة الى شعوره بالنقص وقلة الثقة بالنفس والخوف من ان يواجه ضعفه. وتلعب قلة التعليم والتنشئة في ظل تربية تفرق ما بين الاشخاص، دورا مهمًّا في تنمية الشعور بالغيرة وتأصيلها في خصال الشخصية.
كما ان فقدان الشخص القدرة على فهم اماكاناته وتقبلها، او احساسه بفراغ عاطفي، او بوجود فجوة تنمي لديه الشعور بالضعف وعدم العدالة، كلها عوامل تجعله يقيس الحقائق بمكيال سلبي، فيميل دائما الى الرؤية السلبية مما يحبطه بالتالي، وفي هذه الحالات، من الصعب ان يعدل الشخص من شعوره وصفات شخصيته بنفسه، وغالبا ما يتطلب ذلك الخضوع لجلسات مع اخصائي نفسي.
وتظل هناك طرق مهمة ومفيدة يمكن من خلالها تخفيف هذا الشعور السلبي بالغيرة واستبداله بشخصية ايجابية:
الثقة بالنفس
اي شخص يفتقد الثقة بالنفس وحب الذات، سيفشل في تقبل نفسه وامكاناته والامور التي تحصل من حوله بشكل ايجابي، حيث يجد نفسه دائما في موقف سلبي وشكاك، فيفسر مثلا أي فرحة لصديق بإنجاز ما او بفوز، بانه يتعمد التفاخر والتعالي عليه. ومن الممكن ان يعتبر اقتراب أي شخص منه بقصد الاهتمام والمواساة انه يفعل ذلك من منطلق التشفي او الشفقة.
حتى الشعور البسيط والواضح من أي محب له، سيفسره بأنه امر مريب. وهذه التفسيرات تؤدي الى شعوره بالغيرة، التي يمكن التقليل من حدتها والتغلب عليها من خلال زيادة مستوى الثقة بالنفس وحب الذات.