قبل فترة بسيطة قامت مجلة فورتشن (المهتمة بشؤون الأعمال والاقتصاد) بعمل قائمة لأفضل 100شركة يرضى عنهاموظفوها - ويتمنى الناس العمل فيها - ..
وقد أتت في المركزالأول شركة "جوجل" المعروفة في عالم الانترنت وفي المركز الثاني "جينينتك" للمنتجات الحيوية وفيالثالث "ويجمانز" لمبيعات الأغذية!
وجميعالشركات - في هذه القائمة - اعتمدت على فكرة إرضا الموظفين وإكرام المبدعين لكسبولائهم وإخلاصهم..
فشعور العاملين بالتقدير والعدالة والراحة ينتهي طبيعيابالولاء والإخلاص والحرص على نجاح المؤسسة وازدهارها في النهاية..
وفي الدراسة التي قامت بها مجلة فوتشن حصلتشركة جوجل على المركز الأول
بفضل ثقافة العمل الفريدة داخلها - التي يمكن تشبيههابجو السكن الجامعي -
.
فمستويات الراحة النفسية فيها بلغت حد أن موظفيها لايصنفون فقط كأكثر العاملين اخلاصا وإبداعا ؛
بل وأكثرهم انتظاما وبقاء في العملبعد انتهاء الدوام المفترض..!!
ففي موقع الشركة في مونتن فيو (بكاليفورنيا) تتوفر للموظفين جميع الاحتياجات التي يمكن
-
ولايمكن - تصورها .
فهناك مثلا 11مطعماً تقدم الطلبات مجانا - آخذة بعين الاعتبار الموظفينالنباتيين والذين يتبعون حمية خاصة - ..
كما تنتشر فيها حمامات السباحة وصالاتالرياضة والألعاب الإلكترونية - بالاضافة إلى مجانية خدمات الغسيل والكوي والحلاقةوالتجميل والمساج والعلاج الطبيعي - ..
أضف لهذا لا تقيد الشركة موظفيها بزيرسمي بل تترك لهم حرية ارتداء ما يريدون
(
لدرجة أن كثيرا منهم يعمل ببيجاماالنوم - وهذا غير مستغرب من موظفين يفضلون النوم في غرفهم الخاصة بالشركة!!
... وعند هذا الحد من الطبيعي أن يفكر "سيادتكم" بتسيب الموظفين واهتمامهم بالنوم والمرح على حساب العمل ؛
غير أن جوجل تحاسب
موظفيها على معدل الانتاج والابداع وليس ساعات العمل أو مواعيد الحضوروالانصراف..
ولأنها شركة عالمية (يدخل موقعها 54% من مستخدمي الانترنت حولالعالم) تضم فصولا مجانية لتعلم اللغات الأجنبية كالألمانية واليابانية والإسبانيةوالفرنسية والروسية ...
وما يجعل الموظفينمتفانين (أكثر) اهتمام الشركة بأسرهم وأطفالهم - وحتى حيواناتهم الأليفة - .
ففيجوجل تتوفر عيادات مجانية لعائلات الموظفين وصالات لألعاب الأطفال وحاضنات خاصةللرضع .
وهي لا تقدم الطعام المجاني لموظفيها فقط بل وترسله إلى منازلهموأطفالهم في المدارس..
وكبادرة لطيفة تعطي كل موظف رزق بمولود جديد خمسمئةدولار كهدية - كما تقدم مساعدة مجزية لشراء أي سيارة تعمل ب"الطاقة البديلة"!
.. أيضا ؛ تتميز جوجل بتكريم المتميزين والمبدعين
-
ومنح العلاواتوالمكافآت اعتمادا على براعة الفكرة المبتكرة وإمكانية تطبيقها..
فقبل ثلاثسنوات تقريبا قامت موظفة شابة بتطوير برنامج يتيح لمتصفح جوجل البحث في كمبيوترهالشخصي
فتم منحها مليون دولار كمكافأة - في حين ارتفعت أسهمها الممنوحة إلىمليوني دولار حاليا ...!!
-
واليوم انظر (غفر الله لموظفيناوموظفيك) إلى الثمرة التي حصلت عليها شركة جوجل من هذه المعاملة الحسنة !
.. فخلال سنوات قليلة فقط (وتحديدا منذ تأسيسهاعام 1998(
قفزت قيمتها السوقية من مليون دولار إلى 150مليار دولار ودخلت ضمنقائمة أكبر 500شركة في العالم..
وجزء كبير من هذا النجاح يعود إلى قدرتها علىتحويل اخلاص وحب موظفيها (ناهيك عن قدرتهم على الابداع والتطوير) إلى أرباح مجزيةوانتشار عالمي مذهل..
وفي المقابل، من الطبيعي أن ينتهي التسلط وهضم حقوقالموظف - وعدم راحته في العمل - إلى ردود فعل سلبية مكبوتة تظهر بشكل إهمال وتسيبوعدم اكتراث بنجاح المؤسسة ذاتها !
وبالمناسبة لن أتباكى على مايحدث في مواقع العمل لدينا ؛ لأن ما يحدث في جوجل أمر يثير حيرة العالم أجمع
-----------------