عرف الشعر العربي عبر عصوره المختلفة أنماطا من الخطاب الشعري اختلفت في أطرها ومحتواها وكان الشعر العربي القديم عقب محاولاته الأولى التي لم تصل إلينا قد استقر في شكله الذي اصطلح على تسميته بالشعر العمودي. تعريف يعد الشعر العمودي هو ذلك النوع من الشعر العربي الذي يعتمد على القصيدة ذات الشطر ين والذي يتبع القواعد اللغوية والعروضية التي أرساها الخليل بن احمد الفراهيدى والتي تتلخص في قواعد الحفاظ على الوزن العروضي ووحدته على طول القصيدة وقد ظهر هذا المصطلح (الشعر العمودي)كأحد مصطلحات النقد القديمة لهذا النوع من الشعر. وقد أرجع النقاد القدماء مقومات عمود الشعر إلى سمات متعددة منها ما يتصل باللفظ من حيث جرسه ومعناه في موضعه من البيت، أو ما يخص تصوير المعاني الجزئية وصلة بعضها ببعض في بنية القصيدة، أو مشاكله اللفظ للمعنى وما إلى ذلك من قيم استمدها النقد القديم من تلك السمات التي وقف عليها فيما بين يديه من قصائد. أسس الشعر العمودي يعتمد الشعر العمودي على عدة أسس منها: 1-وحدة الوزن وللشعر العربي أوزان محددة وهى خمسة عشر وزنا ذكرها الخليل بن احمد في مصنفاته أما الوزن الأخير فقد تداركه عليه أحد تلاميذه. 2-وحدة القافية والقافية هي ذلك الحرف الذي يكون في نهاية العجز(الشطر الثاني) من كل بيت وقد يزداد ليصبح أخر حرفين أو ثلاثة أحرف. 3-وحدة الشعور (وحدة الجو النفسي) مما يؤدى إلى ترابط القصيدة وتتابع أفكارها في سلاسة. وكذلك فان الاعتماد على نظام الشطر ين يُعد هو أهم أسس الشعر العمودي. تاريخ الشعر العمودي يعد الشعر العمودي هو الشعر الذي سجلت به أقدم القصائد التي وصلتنا فقد كان هذا النمط الشعري هو النمط الوحيد الذي سجلت به القصائد العربية في عصورها الأولى ولم تظهر غيرها إلا في العصر الحديث بعد ظهور المدارس الحديثة المتحررة من الوزن والقافية وما زال العديد من الشعراء في العصر الحديث يميلون لاستخدام هذا اللون من الشعر. ابرز من كتبوا هذا الشعر تعددت الأسماء وتنوعت العصور التي اُستخدم فيها هذا اللون من الشعر وأبرزهم: 1-عنترة بن شداد. 2-امرؤ القيس. ويعد هؤلاء الشعراء من أعظم شعراء العصر الجاهلي. ومن شعراء العصر الإسلامي والعصرالاموى 1-حسان بن ثابت. 2-جرير. ومن الشعراء العباسيين والمصريين 1-البحتري. 2-المتنبي. 3-البهاء زهير. ومن شعراء الأندلس 1-ابن زيدون. 2-أبى البقاء الرندى. وفى العصر الحديث 1-محمود سامي البارودي. 2-احمد شوقي. قصائد من الشعر العمودي -قال النابغة الذبياني: من يطلب الدهر تدركه مخالبه***والدهر بالوتر ناج غير مطلوب. ما من أناس ذوى مجد ومكرمة***إلا يشد عليهم شدة الذيب. حتى يبيد على عمد سراتهم***بالنافذات من النبل المصاييب. انى وجدت سهام الموت معرضة***بكل حتف من الآجال مكتوب. وقال أبى البقاء الرندى: لكل شيء إذا ما تم نقصان***فلا يغر بطيب العيش إنسان. هي الأمور كما شاهدتها دول***من سره زمن ساءته أزمان