وقد اعتنى ابوالفداء في مدينة حماة وبنى وحسن العديد من مبانيها مثل منطقة باب الجسر التي بنى عليها بعد ذلك أبو الفداء جامعه المعروف في مدينته (حماة) وتولى بعده ابنه المنصور الأول محمد، وهو الذي بنى سوق المنصورية (السوق الطويل) وبنى جسر المراكب (جسر السرايا) ورمم قناطر نواعير حماة الشهيرة وعمّـق خندق القلعة وبنى سورها من الحجر، ولـه كتـاب (المضمار في التاريخ) و(طبقات الشعراء)، توفي في ذي القعدة سنة 617هـ. تولى بعده ابنه المظفر الثاني محمود بعهدٍ من أبيه، فاغتصب المُلْكَ أخوه الناصر قَليج أرسلان، لكن الملك الكامل سار إلى الشام وأعاد المظفر الثاني ملكاً على حماة، وأعطى أخاه الناصر مدينة (بعرين)، وقد بنى المظفر الثاني قلعة المعرة (معرة النعمان) كما بنى سوراً لمدينة حماة خارج القلعة، أصيب بالفالج في سنة 637هـ وتوفي سنة 642هـ=1244م وتولى بعده ابنه المنصور الثاني محمد وعمره عشر سنوات، وفي زمنـه حدثت موقعة عين جالـوت، وقد أبلى فيها بلاءً حسناً وكان بجيشه على ميمنة الجيـش الإسلامي، وفي سـنة 664هـ غزا بلاد السيس بأمر من السلطان الظاهر بيبرس. وفي سنة 668هـ زار الظاهر بيبرس الملك المنصور في مدينة حماة، وأصيب الملك المنصور الثاني بالحمى وتوفي في شـوال سـنة 683هـ=1284م وتولى بعده ابنه الملك المظفر الثالث محمود الذي اشترك مع السلطان قلاوون في فتح قلعة المرقب من قلاع الساحل السوري ومدينة بانياس ومدينة طرابلس، ثم اشترك مع الملك الأشرف خليل في فتح عكا، كما شارك في غزو بلاد السيس، وفي ردّ التتار عن حلب، وتوفي يوم الخميس 22ذي القعدة سـنة 698 هـ=1298م بدون أن يخلف عقباً.
تولى حماة نيابة عن السلطان (الأمير قَرَة سُنْقُر الجوقدار) من سنة 698هـ-699هـ، ثم الأمير (كِتِبْغا المنصوري) من سنة 699هـ-702هـ، ثم الأمير (سيف الدين قَبْجق) من سنة 703هـ-709هـ، ثم الأمير (أسندمر كرجي) من سنة 709هـ-710هـ، وعادت بعدها إلى أبي الفداء ملك حماة من سنة 710هـ-732هـ ثم تولاها ابنه الملك الأفضل محمد من سنة 732هـ-742هـ حيث عُزل بسبب سوء إدارته وكثرة الشكاوى ضده من الأهالي والفلاحين، فوصل إلى دمشق وتوفي بها بعد بضعة أشهر في ليلة الثلاثاء 11 ربيع الآخـر سـنة 742هـ، فنقل إلى حماة ودفن في جوار أبيه.