بينما كان يعمل العالم الياباني هيديو نوغوشي في جامعة روكفلر (والتي سميت بعد ذلك باسم معهد روكفلر للأبحاث الطبية) في عام 1913، أظهر وجود البكتيريا الملتوية اللولبية الشاحبة في مخ مريض بالشلل التدريجي، وأثبت أن بكتريا اللولبية الشاحبة كانت هي سبب المرض. وقبل اكتشاف نوغوشي، كان مرض الزهري يمثل عبئا ثقيلا على البشرية في كثير من البلدان. وبسبب عدم فهم أسباب هذا المرض، كان في بعض الأحيان يغلط في تشخيصه، وكثيرا ما يتهم خطأ بأنه سبب للضرر من جانب الخصوم السياسيين.
وقد ادعي على بعض الشخصيات التاريخية الشهيرة، بما في ذلك شارل الثامن ملك فرنسا، وهيرناندو كورتيز من إسبانيا، وأدولف هتلر، وبنيتو موسوليني، وايفان الرهيب، أنهم كانوا مصابين بمرض الزهري. ويعتقد أن غي دي موباسان، وربما فريدريك نيتشه قد أصبحا مجنونين وقتلا في نهاية المطاف بسبب هذا المرض. وقد أصيب آل كابوني بمرض الزهري في شبابه. وبحلول الوقت الذي كان فيه مسجونا في سجن ألكاتراز، وصلت الإصابة إلى مرحلتها الثالثة، الزهري العصبي، تاركة إياه في حالة من الاضطراب والارتباك. وقد أدى مرض الزهري إلى وفاة الفنان الفرنسي إدوار مانيه والفنان بول غوغان والذي ذكر أيضا أنه كان يعاني من مرض الزهري. واستسلم بعض الملحنين لمرض الزهري مثل : هوغو وولف، وفريدريك دليوس، وسكوت جوبلين، وغايتانو دونيزيتي، وربما فرانز شوبرت ونيكولو باغانيني.
ويعد المرض العقلي الناجم عن المرحلة المتأخرة من مرض الزهري واحدا من أكثر الأشكال شيوعا لمرض الخرف. وهو ما كان معروفا باسم الخزل العام للمجنون. مثال واحد مشتبه فيه على أنه الزهري وهو الجنون الذي لوحظ على الملحن الموسيقي روبرت شومان، على الرغم من أن السبب الحقيقي لوفاته ما زال مختلفا عليه من العلماء.
وقد عانى الكاتب الروسي ليو تولستوي من مرض الزهري أثناء شبابه، والذي كان يعالج باستخدام علاج الزرنيخ المعاصر.[16] وقد افترضت مقالة نشرت مؤخرا في المجلة الأوروبية لطب الأعصاب (يونيو 2004) أن مؤسس الشيوعية في روسيا، فلاديمير ايليتش لينين، توفي بسبب الزهري العصبي.
وفي الفترة ما بين عامي 1932-1972، أجرت خدمات الصحة العامة في الولايات المتحدة ما أصبح يعرف باسم دراسة توسكيجي لمرض الزهري غير المعالج في ذكور الزنوج (والمعروفة أيضا باسم دراسة توسكيجي للزهري أو تجربة توسكيجي). وكانت هذه الدراسة سريرية، وأجريت في توسكيجي، في ولاية ألاباما. وقد رفض عمدا وبانتظام ما يقرب من أربعمئة رجل من الفقراء - معظمهم من الأميين - أمريكيين من أصل إفريقي مصابون بمرض الزهري، العلاج الفعال، بحيث تمكن الباحثون من ملاحظة التطور الطبيعي لهذا المرض عندما يترك بدون علاج. وقد أدى الجدل حول السلوك غير الأخلاقي من الباحثين الذين أجروا هذه الدراسة في نهاية المطاف إلى تغييرات كبيرة في كيفية حماية المرضى في الدراسات السريرية